مصر تنخرط في حملة دبلوماسية لمنع انزلاق المنطقة في دوامة العنف
0
وباشرت القيادة السياسية في مصر جهودا دبلوماسية لاحتواء الموقف الذي تفجر في اعقاب عملية (طوفان الاقصى) التي اطلقتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة (حماس) على المواقع العسكرية والمستوطنات اليهودية المحاذية لقطاع غزة في وقت مبكر صباح اليوم السبت.
وتركزت الاتصالات المصرية في معظمها مع قادة ووزراء خارجية دول في منطقة الشرق الاوسط ومن خارجها بهدف منع امتداد المواجهات المسلحة بين الجانب الفلسطيني واسرائيل التي اعلنت التعبئة لجنود الاحتياط بعدما فاجأها مقاتلو (حماس) في عقر دارها.
واذ حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون من خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف فإنه اكد قيام مصر باتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل احتواء التصعيد الراهن لتفادي تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر بحسب بيان من الرئاسة المصرية.
ونقل البيان المصري مضمون اتصال هاتفي جرى بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد السوداني تركز البحث فيه على قضايا عربية واقليمية بجانب تطورات الأوضاع الجارية في المنطقة.
وعلى وقع الاشتباكات بين (حماس) والقوات الاسرائيلية حيث سقط مئات القتلى والجرحى في الجانب الاسرائيلي تابع الرئيس المصري التطورات في الاراضي الفلسطينية عبر مركز إدارة الأزمات الإستراتيجي حيث اصدر توجيهات بتكثيف الاتصالات المصرية لاحتواء الموقف ومنع المزيد من التصعيد بين الطرفين.
بدوره اجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري مباحثات مكثفة مع عدد من نظرائه في المنطقة استهلها بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي للتشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد في الاراضي الفلسطينية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان ان شكري والصفدي أعربا في اتصال عن قلقهما البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث.
وأضاف البيان أن شكري شدد على ضرورة أن تتركز كل الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الحالي على وقف التصعيد والعنف وممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحؤول دون إزهاق المزيد من الأرواح وخروج الوضع عن السيطرة.
كما اكد شكري في اتصال هاتفي آخر أجراه مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا أهمية التحرك على الصعيد الدولي لوقف التصعيد واحتواء الأزمة المتفجرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لاسيما في ظل عضوية مصر وفرنسا بمجموعة (صيغة ميونيخ) المعنية بدفع جهود السلام.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد حذرت مصر ودولة الامارات العربية المتحدة من خطورة الموقف الحالي واكدتا ضرورة بذل كل الجهود من أجل تلافي خروج الوضع الأمني عن السيطرة وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر والتهديدات.
وفي اتصالات هاتفية مماثلة اكد وزير الخارجية المصري مع نظيرته الالمانية انالينا بيربوك ونظيره التركي هاكان فيدان ضرورة خفض التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وذكرت الخارجية المصرية في بيان ان شكري وبيربوك بحثا السبل الكفيلة لدعم جهود خفض التصعيد على مختلف الجبهات وحث الطرفين على ضبط النفس وتجنيب المدنيين التعرض للمزيد من المخاطر.
واضافت ان شكري بحث كذلك مع فيدان سبل تنسيق الجهود الإقليمية لخفض التصعيد والعمل من أجل تجنب الدخول في دوامة مفرغة من العنف والتوتر قد تفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وفي اتصال هاتفي مماثل أجراه معه وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي دعا شكري التكتل الأوروبي للاضطلاع بمسؤولياته لوقف التصعيد وحث الاطراف على ضبط النفس.
وذكر بيان الخارجية المصرية ان الاتصال بين شكري ومانويل ركز على الإجراءات الواجب اتخاذها دوليا وإقليميا لوضع حد لحلقة العنف الخطيرة القائمة والتي تنذر بمخاطر جمة تهدد استقرار المنطقة.
كما اجرى شكري اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف لمنع انزلاق المنطقة في دوامة العنف ودعا خلاله الى أهمية تحمل مجلس الأمن مسؤوليته في التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل وأن يضع من الإجراءات ما يحمي الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وتحمل الساعات المقبلة في طياتها تحركات حثيثة دبلوماسية تقودها مصر سعيا لتفادي امتداد المواجهات الى سياقات اكثر عنفا خصوصا مع اشتداد القصف الجوي الاسرائيلي على غزة بالتزامن مع الضربات الصاروخية الفلسطينية على العمق الاسرائيلي. (النهاية) م م / ر ج